مسلسل القمة العربية , الجلسة الختامية , بيان رقم +∞

مسلسل القمة العربية , الجلسة الختامية , بيان رقم +∞


في كل سنة , هناك حدث استثنائي , حدث غير كل الأحداث يأتي متغلغلاً من بين مجاعات إفريقيا , و الحروب الأهلية في كل من بيروت ودارفور , يمر بجدل سوريا و يخطف الأبصار إلى مجازر العراق , يتمتع بلحن الرصاص و يطرب نفسه بإيقاع المتفجرات هناك , ليضع أوزاره في حجرة عربرائيلية في فلسطين فيأخذ قسطاً من الراحة حينها متمتعاً بمناظر شلالات الدم ذات اللون الأرجواني القاتم التي تمتع من في أشكاله , ويبسط جسده ليحضر فيلماً جديداً من سلسلة أفلام الرعب لكاتبها أولمرت و سيناريو وحوار تسيبي ليفني وتعاون على إخراجها بنيامين نتنياهو و باراك أوباما .. يعرض حالياً في دور العرض في قطاع غزة والقدس و الضفة .

بعد هذه السفرة الطويلة – و المتعبة إذا صح القول – يأتي ليقضي عطلة الصيف في بلاد العرب متخذاً من كل مدينة " شاليه " يقضي فيها أيام الربيع الجميلة في كل سنة .


نعم إنه مسلسل القمة العربية


ما يميز هذا المسلسل تمتعه بقاعدة تمثيلية كبيرة جداً, فتخيل يا رعاك الله ! أن كل سنة تحضر وفود من جميع الدول العربية للمشاركة في التمثيل , وكل منهم يأخذ أدواراً مختلفة – شيقة في الحقيقة – وفي كل عام يترك دور البطل لواحد منهم لتحقيق مبدأ المساواة !!! ... وهناك شرط أساسي للمشاركة في هذا المسلسل ,
إذ يكتب في أسفل بطاقة الدعوة " جنة الضمائر منازلهم "

لكن – وكما نعلم جميعاً – هناك دول لا تستطيع ترك ضمائرها وحيدة في المنزل ( حالات نادرة جداً ) فتضطر لاصطحابها معها إلى هناك ولكن مع تحفظ شديد على أن لا يسبب ذلك الضمير أية إزعاج تخل بسيرورة هذا المسلسل على أكمل وجه .

أما متابعيه من شعوب العالم فهو أنا وأنت ونحن وهم وكلاكما وهاتين وكلاهما وهذين , حيث يقضي بحلقاته على مرأى العالم أجمع , لمدة لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أيام , حيث يتخللها مقاطع سرية لا يسمح للمشاهدين أن يروا مضامينها , لكن يستطيع البعض أن يعرف ما يجري داخلاً قبل أن ينشر إلى الخارج , لكن ليس أي كان يستطيع معرفة ذلك , فلهم أناسهم .

نتابع حلقاته بشغف إذ تتميز حلقاته بكلمات مثل : سوف و سنفعل و سنحاول وسنعمل و و و و و .... إلى أن تنتهي التسويفات ..
ثم ما إن يعرض حلقته الأخيرة نكتشف في الأيام التي تعقبه أن البيان الختامي لم يكن إلا مسرحية فكاهية , قد تم وضع السيناريو لها بإتقان , و تم تفحص أدوارها لكي تخلو من الأخطاء العربية , ثم يتم عرضها أمامنا , ونصاب بخيبة أمل , لأننا لم نتوقع أن نشاهد مسرحية , مع أننا موقنين منذ البداية بأنه دراما تمثيلية , فنقعد و ننظر إلى موعد عرض الحلقات التالية في السنة المقبلة , ونحاول أن نحجز مكاناً قبل الآخرين في " الشاليه " الجديد الذي تم اعتماده مكاناً لاصطياف القمة المقبلة .

أما شلة الكاتب و المعد و المخرج , فمالهم إلا والضحك بارتياح , كيف لا ؟ ومسلسلهم قد تم عرضه بنجاح , ونال إعجابهم قبل إعجاب المشاهدين , وسار مثل ما تم رسمه بالضبط , ويعلقون أملهم الآن على أن ينال هذا المسلسل أحد جوائز الاوسكار العالمية , بينما يهيؤون أنفسهم لإعداد النسخة المقبلة منه .

أما شلة الكاتب و المعد و المخرج , فمالهم إلا والضحك بارتياح , كيف لا ؟ ومسلسلهم قد تم عرضه بنجاح , ونال إعجابهم قبل إعجاب المشاهدين , وسار مثل ما تم رسمه بالضبط , ويعلقون أملهم الآن على أن ينال هذا المسلسل أحد جوائز الاوسكار العالمية , بينما يهيؤون أنفسهم لإعداد النسخة المقبلة منه

يعطيك العافية ضياء وشاكرين جهودك بالموضوع

فعلا هذا هو الواقع
شكرا الك ضياء ويعطيك العافيه